أن الإرهاب هو أسلوب من أساليب الصراع الذي تقع فيه الضحايا الجزافية كهدف عنف فعال، وتشترك هذه الضحايا الفعالة في خصائصها مع جماعة أو طبقة في خصائصها مما يشكل أساساً لانتقائها من أجل التضحية بها. ومن خلال الاستخدام السابق للعنف والتهديد الجدي بالعنف، فإن أعضاء تلك الجماعة أو الطبقة الآخرين يوضعون في حالة من الخوف المزمن [ما يطلق عليه مصطلح الرهبة].
وتعريف ثاني للإرهاب :
بأنه العنف الذي يهدد ضحاياه سواء كان بممارسة الأفراد والجماعات للعنف المصمم ميدانياً لتحقيق الخوف أو الرهبة الذي يأتي على ضحية الإرهابي الذي قد لا تكون له أي علاقة بقضية الإرهابي.. إن الإرهاب هو العنف الموجه للعامة المراقبين ويكون الخوف هو الأثرالمستهدف تحقيقه.
ولمزيد من التفصيل والتدقيق يجب أن نبحث عن ماهية الإرهاب وفقاً للتعريفات الرسمية للحكومات الغربية:
تعريف مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي عام 1983م:
الإرهاب هو عمل عنيف أو عمل يشكل خطراً على الحياة الإنسانية وينتهك حرمة القوانين الجنائية في أية دولة.
تعريف وزارة العدل الأمريكية عام 1984م:
أسلوب جنائي عنيف يقصد به بوضوح التأثير على حكومة ما عن طريق الاغتيال أو الخطف.
تعريف الجيش الأمريكي للإرهاب عام 1983م:
واعتبر التعريف الموحد لاستعماله من قبل الجيش الأمريكي والقوات الجوية والأسترالية والبريطانية والكندية والنيوزلندية: الاستعمال أو التهديد بالاستعمال غير المشروع للقوة أو العنف من قبل منظمة ثورية.
تعريف وزارة الدفاع الأمريكية عام 1986م:
الاستعمال أو التهديد غير المشروع للقوة ضد الأشخاص أو الأموال، غالباً لتحقيق أهداف سياسية أو دينية أو عقائدية.
تعريف وزارة الخارجية الأمريكية عام 1988م:
عنف ذو باعث سياسي يرتكب عن سابق تصور وتصميم ضد أهداف غير حربية من قبل مجموعات وطنية فرعية أو عملاء دولة سريين ويقصد به عادة التأثير على جمهور ما.
تعريف فريق المهمات الخاصة التابع لنائب الرئيس الأمريكي للإرهاب عام 1988م:
في سعيهم للقضاء على الحرية والديمقراطية، يتخذ الإرهابيون أهدافهم من غير المحاربين عن عمد لتحقيق أغراضهم الذاتية الخاصة فهم يقتلون ويشوهون الرجال والنساء والأطفال العزل. كما يقدمون عمداً على قتل القضاة، ومراسلي الصحف، والرسميين المنتخبين، والإداريين الحكوميين، والقادة النقابيين ورجال الشرطة وغيرهم ممن يدافع عن قيم المجتمع.
تعريف مكتب جمهورية ألمانيا الاتحادية لحماية الدستور 1985م:
الإرهاب هو كفاح موجه نحو أهداف سياسية يقصد تحقيقها بواسطة الهجوم على أرواح وممتلكات أشخاص آخرين، وخصوصاً بواسطة جرائم قاسية.
تعريف الإرهاب حسب دائرة المعارف الروسية:
إنه سياسة التخويف المنهجي للخصوم بما في ذلك استئصالهم مادياً.. كما يعرف العنف عادة بأنه الاستعمال المنظم المشروع للقوة داخل المجتمع وتذهب كثير من الأنظمة إلى تحديد المشروعية لممارسة القوة بتولي السلطة باسم المجتمع وحماية النظام العام داخل الشرعية الحكومية، أي ممارسة للعنف خارج هذا النطاق تعد لدى الأنظمة التقليدية ممارسة للعنف.
تعريف الإرهاب حسب قاموس الأكاديمية الفرنسية نسخة عام 1796م:
عرف الإرهاب : “هو نظام الرعب” وعرف الإرهابي: “بأنه الشخص الذي يحاول فرض وجهة نظره بطريقة قسرية تثير الخوف.
تعريف الإرهاب طبقاً لنص قاموس أكسفورد:
أن الإرهاب- أي الخوف أو العنف أو الفزع- قد يمارسه شخص أو منظمة ضد الحكومة أو ضد الأفراد أو الأطفال.وفى قاموس أكسفورد تعريف آخر للإرهاب (على أنه حكم عن طريق التهديد كما وجهه و نفذه الحزب الموجود في السلطة في فرنسا إبان ثورة 1789 -1794 .
ثانيا : تعريف الإرهاب من المنظور الإسلامي :
أن القرآن الكريم ذكر أن إدخال الرعب والفزع في قلوب الكفار أمر محمود يثاب المسلم عليه وكذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم “نصرت بالرعب” أي نصره الله على الكفار بإدخال الرعب والخوف في قلوبهم..
وجاء في القرآن الكريم (ترهبون به عدو الله وعدوكم) وفي السنة (نصرت بالرعب).. فالتعريف العام لكلمة “رهب” في اللغة العربية لم يحدد الجهة الممارسة ولا الممارس ضدها الإرهاب..
إنّ الشريعة الإسلامية حرَّمت الإرهاب .. إرهاب السلطة للمواطنين ، وإرهاب الأقوياء للضعفاء ، وسمتهم طواغيت ومفسدين ومستعلين في الأرض .. قال تعالى : (وفرعون ذي الأوتاد * الذين طغوا في البلاد * فأكثروا فيها الفساد * فصب عليهم ربّك سوط عذاب ) (الفجر / 10 ـ 13) .
وفي آية أخرى نجد القرآن يشخص معنى الطغيان والاستعلاء في الأرض بقوله : (إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعاً يستضعف طائفة منهم يذبّح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنّه كان من المفسدين ) (القصص / 44) .
قال تعالى :
(لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله ذلك بأ نّهم قوم لا يفقهون * لا يقاتلونكم جميعاً إلاّ في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى ذلك بأ نّهم قوم لا يعقلون )(الحشر / 13 ـ 14) .
وقال تعالى :
وأعدوا لهم ما استطعتم من قوّة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون * وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنّه هو السميع العليم * وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيّدك بنصره والمؤمنين ) (الأنفال / 59 ـ 62) .
وهذا اللون من الإرهاب هو عمل وقائي ذو دلالات إيجابية .. وهو من وسائل الردع العسكري وأدوات الحرب الباردة ، ولا دلالة له على الإرهاب بمعناه المتداول المعرّف في القانون الجنائي ، بل هو خطوة نحو السلام ، لأنه يمنع العدو من ممارسة عدوانه ..
الخلاصة:
أن مفهوم الإرهاب لدى الغرب تجلى في الحروب الصليبية القديمة والحالية التى تشن في مختلف اسقاع العالم ونحن هنا لا نظلمهم إذا قلنا أنهم إرهابيون لان ذلك يتفق وتعريفهم هم للإرهاب.
أن إسلامنا دين سمح لاعلاقة له بالإرهاب فهو دين السلام وإذا كانت هناك فئات تدعى انتمائها لهذا الدين وتمارس أعمال إرهابيه فلا شك إننا براء منها وهي لا تمثل إلا نزوعها للسيطرة وكذلك فإنها تتفق مع المفهوم الغربي للإرهاب وتخدم مصالحه.
فالإرهاب بالفعل لا دين ولا وطن له .
المراجع:
– د. محمد عزيز شكري : الإرهاب الدولي / دار العلم للملايين/بيروت/ط/ أولى1991/ ص45، 46).
– استاذ سالم إبراهيم: العنف والإرهاب /منشورات المركز العالمي للدراسات والابحاث ندوة جامعة الفاتح/ليبيا/ص90)
– د / هاني السباعى / مدير ومؤسس مركز المقريزي للدراسات التاريخية.